[center][i] حوار مع نفسى
+ظللت مدة طويلة أراقب نفسى جيدا أسألها وتسألنى؟!
أسئة عميقة واضحة وصريحة .. وهى تجيبنى أحيانا بصراحة
واستقامة وأحيانا بالتواء وهروب!! بل مستخدمة المقارنات
والمشابهات بينها وبين غيرها من البشر ((ألم ترى فلان..
ألست مثل فلان.. ماذا تنقص عن فلان..))
+وبعد كل جلسة وأخرى أجد نفسى فى حيرة ودهشة من
أمرها ،فأحيانا أجدها ثائرة هائجةناقمة ،وأحيانا أخرى
أجدها صافية هادئة شاكرة، ومرات كثيرة صامتة صامتة!!
+وضعت فى قلبى أن أسال الاحباء ، نفس الأسئلة التى
تراودنى ،واسمع منهم الإجابات ولكن بدون كلمات،ربما
بالنظرات والدخول فى الأعماق أو اجادة الاستماع والصبر
على الاوجاع،فتكشف أمامى عجائب تفوق الحقائق..
نعم عجائب أوصلتنى الى تلك الحقائق
التى هى محور هذا الكتاب!!
+تأملت الطارقين بابى ليل نهار.. فإذ بى أجد عجبا وأسمع
سمعا .. انه نفس ما أسمعه فى داخلى .. بل ما تجيبنى به نفسى
أحيانا .. عجبا .. ما هذا؟
هذا يبكى وهذا يشكو .. هذا يبكى وهذا يضحك
وهذا يضحك ثم يبكى، هذا يسأل. وهذا يتعجب وهذا
لايريد أن يتعزى!!
دموع الحسرة والندم تنسكب من مقلة الكثيرين .. وصيحات
وصيحات الاستهتار واليأس تعلو أفواه الآخرين..
وهنا أجد نفسى فى حيرة بين هذا وذاك!!
رنين التليفون لا ينقطع .. ومن خلال أسلاكه تمتلىء أذناى
بل مكان سكناى بكلمات الشكوى والضجيج والعويل!!
حقا أقول صادقا .. والله خير صادق على كلامى:
لم أجد ما يعد على الاصابع أولئك الذين يشكرون ، بل
بعناية الله وحسن تدبيره وقيادته يعترفون .. بل:
بسلامة يمتلئون ويفرحون بل ويستسلمون!!
نعم .. انها حقا قلة ، الذين بسلامه العميق الأصيل
ينعمون ويتنعمون!!
+كان عجبى عجبا .وكان دهشى اندهاشا حينما سمعت
ورأيت:
الغنى يبكى شاكيا..
والفقير يولول حزينا وباكيا
-الغنى يبكى شكيا الفقير الذى يترصده ، بل اليه يمد يده .. بل بنظراته
يحاصره، انه يريد أن يسرقه بل لة اتيحت له الفرص لاستولى على
كل ثروته!! هكذا يشكو وهكذا يزيد.
- الغنى يبكى من ظلم الغنى الآخر له، بل ومن ترصد الفقير له!!!
والف قير يبكى شاكيا بل مولولا من ذاك الغنى الذى لايبالى به،
بل الذى اكل حقه واستولى على ماله ظلما وهو بفقره لم يستطع أن
يقف قباله!!
حقا انها حرب الاغنياء والفقراء!!
.المريض يذرف الدموع سائلا...
والسليم يسكب الكلمات متذمرا:
- المريض يذرف الدموع طالبا الشفاء، سائلا المعونة من
الأحباء والاصدقاء .. بل ومن الأصحاء .. انه يشكو تجاههم
مولولا ،من عدم وقوفهم بجانبه، أو التبرع بأحد أعضائهم
أو دمائم .. انه يبكى ويئن لأن الرحمة ولت من قلوبهم ..
والشهامة لم تعد لها وجود فى حياتهم!!
- السليم يبكى ويشكو من المريض، الذى طال مرضه وثقل
حمله وانتشر مرضه .. السليم يبكى ذاك المريض المتعب الذى
اتعبه بكثرة طلباته بل والحاحاته بل وأيضا تطلعاته!!!
حقا انها حرب الأصحاء والمرضى..
فالكل يبكون ويتوجعون بل ويشكون.
.المتزوج يبكى ويئن..
والأعزب يبكى ويتذمر!!
+ المتزوج يبكى حظه وخيبة أمله .. انه دائم التذمر على حظه ((النحس))!!
المتزوج يبكى ويشكو من زوجته .. بل فى وصف عيوبها ما أبرعه وأتقنه!!
إنه يبكى .. يبكى ملتقطا فقط النقط السوداء فى حياتها!!
إنه دائم الشكوى والبكاء.
+المتزوج الذى انجب بنين دون بنات يشكو ..
والمتزوج الذى أنجب بنات دون بنين يشكو ..
والمتزوج الذى أنجب بنات وبنين يش كو من الأولاد .. ومن
الأيام، بل ويتمنى أحيانا أن يفتح عينيه، فلا يجدهم فى
المكان من كثرة العراك والشجار ...
والمتزوج الذى لم ينجب شكو وحدته .. بل يتخيل أن الأولاد
هم المصدر الرئيسى الوحيد لساعدته .. انه دائم التطلع والبكاء!!
+ غير المتزوج ينعى حظه متأسفا .. بل ناظرا بحسرة وألم نحو ذاك
القطار الذى تركه على الرصيف عانسا .. انه يبكى وحدته وعدم
وجود المعينة له طوال أيام غربته!!.
+الأرمل يبكى شريكة عمره والأرملة تلبس السواد حزنا على
شريكها، كيف تركها وهانت عليه العشرة حتى يسافر
قبلها؟!!!!
حقا إنها حرب الأزواج والعزاب
هؤلاء يبكون وهؤلاء يشكون ويشتكون ..
وكلهم فى الهموم مشتركون
.عجبا .. وما هذا ؟! :
+الشبعان يبكى والجوعان يبكى .. الظالم والمظلوم يبكيان بل
ويشتكيان .. الوارث والموروث يتنازعان ويولولان ..
يا إلهى ما هذا؟!!
+أحسست أننى أقف على شطر بحر من البشر .. فإذا به مملوء
أضطرابا وهايجا .. الكل فى أعماقه غائصين بل فى ظلامه
صارخين.
أنظر إلى سطحه فلا أرى إلا امواجا تلاطم بعضها بعضا ..
فالمرتفع منها ينخفضبعد حين ، والمنخفض منها يرتفع
بعد حين .. وكتل البشر يُقذف بها من الأعماق إلى السطح ومن
السطح الى الاعماق..
+ماذا حدث يا الهى؟!
- الطفل الصغير يجلس معك يشكو همومه ومشاكله؟!!..
نعم لقد فقد الطفل بهجة طفولته .. ولم تعد فى أظافره
نعومة!!! فالصغير والكبير تجاعيد وجوههم ترتعش ارتعاشا،
بل لاأكون مبالغا إن قلت :
أظافر أصابعهم ترقص رقصات حزينة!!
آيانفسى آه ..
حقا((لماذا أنت حزينة يانفسى ولماذا تزعجيننى))
(مز 5:42)
*********************
[center][i]